Menu

أضحك والعالم سيضحك معك؛ ابكي .. و سوف تبكي وحيدًا

الأربعاء، 24 يناير 2018

هبوب رياح الحب

وحيد في ليلة سمر، لا اجدني سامر كغيري من المتسامرين، تحت حفيف الاشجار يغازلون من يتشابكون بأيديهم في ليل تهامي، وانا كعادتي وحدي اغازل اعمدة مصابيح أضواء الشوارع المكتظة بالعشاق...
رقاقة عشق في فرن القلب تٌطهى بشغف كي تُلتهم بمحبة جارفة،
فتستعيد بك الاعضاء أيام الهناء والسرور المنقضية منذ زمن.

وهج القلب لا يبعُد عن جدول ماء خطاكِ
المنهدرة من على مرتفعات اللذة الكونية القلبية،

وشموع التماسي تمس بشرتي عند هبوب رياح محبتك
فتحرق ليالي البرد الممسكة بيدي مذ ابكتني مشاعري لفراقك.

التمسي لي عذرا فأنا من دونك لا ابالي بحياتك،
اموت وقدمي تخطو على ظهر الارض كبقية الناس.

لا تحيدي عن طريقي فأهلك،
وبثي أشواقك عند مطلع الشمس فأستدفء بك .. لا بها،
فأني لأستنير في سيري بمظلتك، تظلني عند هبوب الرياح المحملة بالاتربة.

أمطري محبتا،
أمطري عشقا،
أمطري شغفا،
أيقظي الميت الكائن بصدري الايسر.

أِشعلي مصابيحي،
اشعلي مدفئتي،
أذيبي الثلوج عني،
احمليني كمنحوتة صنعتيها بيديكِ، وشكّليني.

الأحد، 14 يناير 2018

أيقظني الشوق

غريقك والقلب قد اشتكى من شدة بريقك كلما حاولت اصطياد تعابيري لتسابق  نورك عكسها ضي وجهك علىَّ فأنقلبت حزينة بائسة لانها وجدتك اكثر بريقا ولمعان منها.

وما باليد حيلة كلما تغيبت عني وجدتني حسيرا حزينا ابكي الوحدة التي انتزعتك مني وجعلتني في ركن بعيد وحدي ابكيك  حتى تأتي .. وليتك تأتي !!

مجيئك وحده هو ما يضيء غرفتي ويذهب عنها الظلمة، هو ما يجعل حلول مجيء الربيع قريبا ممكنا بعد بشريات قدومك، ماذا افعل انا حين لا اجدك من حولي، حين تنتفي صورتك الحالمة من على جدران منزلي، حين لا اسمع لك صوتا داخلي، كل الابواب مغلقة وقلبي مفتوحا لك فهل اتيت؟!

انتزع الوريقات من راس الوردة، ورقة ورقة حتى تتهاوى الورود من بين قدمي طريحة الارض تزاحم نعلي، وهذا الفعل الشنيع الذي افتعلته سببه زيادة حدة قلقي الذي اود تهدئته من طول غيابك، احاول  اعد ساعات الليالي الباهتة والتي فيها النجوم هي الاخرى شاحبة كوجهي من طول السهر، والشتاء لا يكف عن دفعي للهلكة وركل مؤخرتي بعيدا عن الفراش حتى لا يتسنى لي تذوق ساعة من راحة في ليله القارص، اي قلب انت ذاك الذي تحمله في صدرك حين تراني مجعد الاعضاء من شدة البرد وانت تحت غطائك المنعم بكل سبل الترفيه والراحة، ووحدي من ينازع الموت البطيء!

كٌف عن الغياب .. وتعلم من الشمس ! أن بعد كل غيابٍ إياب.

سامر السمري


الاثنين، 13 نوفمبر 2017

أيقظني منك!

اتنفس تحت قرص الشمس الهواء الطلق الذي يحمل عبيرك من شتى بقاع الارض، وأغرد على نافذتك صباحا كعصفور الحقل بعد أن شاهدتك في منامي تمسكين قنديلا يكسوكِ بالضوء.

https://samerelsemary.tumblr.com/post/167444832565/%D8%A3%D9%8A%D9%82%D8%B8%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%86%D9%83%D8%A7%D8%AA%D9%86%D9%81%D8%B3-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D9%82%D8%B1%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%84%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A

فياليتني كنت بجناحين حتى اتشبث بالسماء كمظلة أظلك من تقلبات الطقس، أو ثوب يضمك طيلة الوقت دون الحاجة لطلب ذلك كلما أحس صدري بدخول البرد.

كل أرضٍ أنتِ تعمريها، ينبغي أن أرويها بمحبتي.

لا يمكن أن أجدني عندما أكن معك، أبحث بشكل جدي عنّي أمامك لعلي أرى أي أثر لي يدلني عليّـ لكني أفشل كل مرة في رؤيا مكاني فيك؛ بحر عميق انت، وأنا كمسمار سقط في عمقك، فهل انجو منك؟!

 وهل يمكن أن يسأل أحد كيف أنجو من السعادة؟!

أبحر وأبحر لعل عيني تبصر الهدوء، فمنذ أن سقطت عيني عليك وأنا أركض ، كل شيء يحمل صورتك من حولي، وأنا عالق على إحدى رؤوس الجبال لا صوت يعلو هنالك على صدى صوتي الذي يردد أحرف اسمك بإستمرار!

أيقظني منك، حررني، دعني أغني بغير أسمك، وأبتسم لوجوه الناس المارة أمامي، فوجهي لم يعد حاضرا في مرايات من هم حولي! منذ ان نظرت في مرايا وجهك وقد سُرقت بالكامل!

على كل رأس درب أقف ويدي تلّوح بالسلام للحمائم البيضاء، لعلها تحملني اليكِ اينما كنتِ، فأهديكِ زهرة غرستها أول يوم رايتك فيه، واغدقت عليها بمشاعري حتى تمنحني عطرا لم تهديه لأحدٍ من العالمين؛ اطلقت عليها أسمك ليخلدها العالم يوم لا خلود لأحدٍ مشى على الأرض بقدمين وأكثر.

حررني

SamerElSemary@    

الاثنين، 6 نوفمبر 2017

طيفك لا يغادرني!

أشاهدك كما لو لم أشاهد القمر قبلك، أنظر إليكِ بكل ما أوتيت من بصر؛ حتى أنني لم أعد أرى من يتجول من حولي، أنعدمت قدرتي عن تحريك البصر قدر أنملة عنكِ !

https://samerelsemary.tumblr.com/post/167192840620/%D8%B7%D9%8A%D9%81%D9%83-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%BA%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D9%86%D9%8A%D8%A3%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%D9%83-%D9%83%D9%85%D8%A7-%D9%84%D9%88-%D9%84%D9%85-%D8%A3%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%B1-%D9%82%D8%A8%D9%84%D9%83

مشاعري تنساق تجاهك كما لو أنها طفلة تهرول نحو أمها لحظة خروجها من المدرسة، يعلو وجهها هالة من الأشتياق... تبدو جلية.

قهرني الشوق بإندفاعه إلىّ كـ سيل العَرِم، فقمت أجمع اغراضي داخل حقيبتي، مسافر أسلك دروب العشق، لا أدري أين أتجه، وعلى أي أرض ستحط قدمي فيك، غريب عن عالمي الذي لا أجدك فيه معي، بعيد عن ذاتي التي ودّعتني يوم غابت شمسك عن عيني.

طيفك لا يغادرني!... يبادلني القُبل على الأرصفة بعد مطلع كل فجرٍ، ثم يتبع القُبل صمت صارخ جدير بالأحترام، يعانقني لحظة قدومك إلىّ، ورائحة الزهور تفوح من ثيابك تنعش جزيئاتي فتنهض رئتي من سباتها العميق، فتشهق شهقة تستجمع فيها عطرك النفّاذ بأكمله داخلي؛ فلا أدعِك تمرين حتى أتيقن من أنّ كل ما حملتيه من عبق أنتشر داخلي.

ومع كل غفوة حكاية يسردها لي فؤادي عنكِ، بين الواقع والخيال، الليل والنهار، الشرق والغرب، الأرض والسماء، حكايات لا تنقطع ! مثل المطر يغرقني وأنا مهاجر إليك، لا مظلة معي تقيني من الجنون سوى التعلق بك أكثر فأكثر... والوقوف تحت مظلة قلبك التي لا غنى لي عنها وأنا أمارس حياتي التي لا قيمة لها بدونك.

أحبك بكل فصول العام

SamerElSemary@

الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017

شمسي المزهرة

حيث يتم قمع النور خلف الستائر المنسدلة تبقى أنت ، ووحدك شمسي المزهرة في قلبي، والتي تشع بالحب من خلف مسام جلد جسدي المتورد بضمتك لي، واحتوائي لك...

أنني عالق هنالك في عنق ساعة "بيغ بن" الشهيرة في لندن انتظر دقات قلبك التي تصيح كالديكة بقدوم الحب؛ أعني الصباح المتوشح بوشاح النور المنسدل من تبسمك لي عند رؤيا أسنانك التي تبشرني بقدوم الفرح.

الحياة ليست عادلة... نعم؛ لذلك اهدتني اكثر مما تمنيت، عندما كانت هديتها أنت، معذرة لكل بائس لم يرى قدرا جميلا من الحب كما رايته أنا؛ أن تحب من يستحقك تعنى أن حياتك ستتضاعف وساعاتك ستتكاثر مع كل دقة لقلبك، ستعيش عمرك مضافا عليه اعمار الناس البائسة، والتي تم التخلي عن حيواتهم يوم أن عجزوا عن خلق مستقبل مشرق لقلوبهم، ستعود لك كل ساعة تفنى من حيوات الناس لتعيشها بسعادة، انت وانت وحدك من سيحيا في كون يشغل نفسه بصندوق النقد الدولي.

لا يمكن أن أبقى هادئا والحب يتورد في خصال شعرك، أنني اجدني اتحول لفراشة لا يمكن ان تبقى بين دفات الكتب دون ان تمنح الحب الذي في اعماقها احتراما، دون أن تبدأ بالسلام وهي تصعد على راس المحبوب كصعود اليد الحانية على راس طفل يتيم.

أنني معلق في الحب، إنني عالق بك، العالم كله يشير إليك، وأنا اشير للعالم أن يتنحى جانبا، لأنني وحدي ووحدي فقط من آراني يستحقك.

أحبك، على اي ارض كنت، وفي اي عالم أنتقلت، وتحت أي سماء تبسمت؛ ولا أنساك حتى يتم محوي من سجل الأحياء، حتى أسقط كورقة شجر يغتالها الخريف.

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

صدري متكأ لـ ... رأسك

أنني عالق هناك كالصورة المعلقة على جدار منزل ليس فيه إلا غرفة واحدة، يشاهد كل حركة داخل الغرفة  كالكاميرا التي تتبع البطل في مشاهد حالمة سينمائية حارة، أشاهدك كما لو لم تشاهد عيني  كائنا حي يتحرك من قبل، كأني ولدتني أمي للتو، إلا  أنني لم أبكي كبقية الاطفال ! بل تتبعت عيني كي أستكشف بها المكان وأطالع وجوه من حضر ليستقبلني.

تنخفض حرارة الأرض عند مرورك، تتجمد الحياة، تنسكب عبرة من عين طائر، تواكب الأحداث المارة من أمام منقاره، كل شيء يفقد حياته عند مرورك؛ إلا أنا !

أعلم أن ليس للكائنات الحق في رؤيا ما أنت عليه من جمال مقيم فيك، أو ربما لأنك فتاة القمر لها خواص أخرى، يصعب على من هم بهيئة البشر وما شابهم على الأرض من كائنات رؤياك او التحدث معك!

لماذا أنا من تتبع عينيه خطاك دون أن أتجمد، من يرى دبيب قدميك والثلوج تنتشر من حولها كأنها خطت على الرمل ومن ثمة انتشر الغبار، الغبار ثلجي. 

أنني عالق هناك كالصورة المعلقة على جدار منزل ليس فيه إلا غرفة واحدة، يشاهد كل حركة داخل الغرفة  كالكاميرا التي تتبع البطل في مشاهد حالمة سينمائية حارة، أشاهدك كما لو لم تشاهد عيني  كائنا حي يتحرك من قبل، كأني ولدتني أمي للتو، إلا  أنني لم أبكي كبقية الاطفال ! بل تتبعت عيني كي أستكشف بها المكان وأطالع وجوه من حضر ليستقبلني.

لازلت أطالعك من طرفٍ خفي، لماذ تنتصبين قائمة كبناية منزل عند الوقوف ؟! ثم مع هبوب الريح تتمايليين كالنخيل ! أهو إذان منك بالسير نحو موطنٍ ما....،  هل رقصك المتمايل يمثل تعبير  ما ؟! أهي رقصة تعادل جملة مشفرة ؟ إنني عندما اراقبك أشعر بمدى سطحية عقلي، لماذا لا ادعك تستمتعين بكوكبنا من دون أن أضعك تحت الرصد، إن هذا اللعين القابع في صدري دوماً، والذي يُدعى بالقلب هو ما يأمرني بأن أتبعك بكل حواسي، إنه امبراطور البدن، وكل الأعضاء له خاضعة، حتى العقل يمتعض من أفعاله، بسبب سوء استخدام سلطاته، يثرثر المخ بإمتعاض حتى أني أشعر أنه سيقيم ثورة، ومن ثمة يحرر الأعضاء من هذه الأعمال الشاقة الموجهة خلف كائن ما يعظمه القلب، إلا أني لا أجد في نهاية المطاف سوى الخضوع التام !

الحب غالب، حتى وإن ظننت أني اُحكِم عليه الخناق، لا يمكن أن يبقى الحب خاضعا لي أبد العمر، إن الحب نشيط للغاية، دوما ما يبحث له عن مدد ليتمدد به، إنه محتل لا يشبع، حتى أنه أول ما يستنزف من موارد الجسد... سيده سلطان البدن (القلب)؛ إذ يدخل عليه من معبر  العين، أو الأذن، أو كلاهما معاً؛ فيرديه قتيلا بسهم التعلق حتى يظل العقل حائر من شدة ما يقع عليه من أفكار تهد الجبال العظام.

لا يمكن العودة للوراء الآن بعد أن أصابني سهمك، لا يمكن ان أستعيد حياتي المريحة، إنني شخص يكره المغامرة، يحب السلام ويركن إليه، إنني أحب الوداعة والهدوء والحالة الكلاسيكية التي أكتسبها من خلف كتاب، أو مقطوعة موسيقية، لم أعد الآن قادر على إستحلابها من جديد كي أتقوى بها على ضجيج العوالم المحيطة بي ! وأنت... السبب.

كل الطرق تؤدي بي إليك، أحلامي كلماتي تبسماتي وبكائي، إنني عالق بك كقلادة لا تفارق صدرك؛ حيث لا أجدني... أبحث عني فيك، الطيور نجوم السماء، وانتِ قمر قلبي، أينما أتجهت وجدتك تتبعني بعينين ثاقبتين.

دعوني اُخبركم أيها القراء بسر... إنني محتل الآن من قِبل متغطرسة حب، مجنونة ثائرة جهنمية كشهب تتطاير في السماء، لا يمكن أن أتخطى خط رسمته لي بـ الون الأحمر الداكن، أشعر أنه بلون دمائي التي ستسيل إن تخطيت غلافها الجوي المحاط بي من كل إتجاه. 

صدري اليوم أصبح مهبط رأسها، وعيني نافذتها، ونبضي إيقاع أعدته بأصابعها، معزوفة حية تعزف مكنوناتها على آلة قلبي المتحركة بإسمها، أنفاسي ربيع حياتها، أينما حطت قدميها في موضع ما كانت لي حياة هنالك، أتتبع أثارها كمدمن لا شفاء له سوى قبلاتها الحارة التي تعيدني لخانة الصفر، إلى يوم الخميس الذي ينتهي معه اسبوع ممتلئ بالمتاعب، ثم يبدأ الحب مع يوم الجمعة بعد كل قبلة، أنني مع الحب أشبه بأسطوانة دائرية أو عقرب لساعة يدور ويدور في ذات المكان يصحبه تيك تك توك حتى يبح صوتي من قول كفى توقف كف. 

عقلي يتلاشى تحت شعلة مشاعرها الجهنمية المتقدة؛ يتبخر وأنا اشاهد وأشاهد وأشاهد... وفقط ! خذلتني قواي تحت راية الحب، كل شيء يسقط تحت قدم الحب، انهرت وخارت قواي، مستسلما كـ أسير حرب أحترقت رايته، فنسج الحب له راية السلام والحرب معا، راية العقل والجنون معا، راية الضحك والبكاء معا، راية الهزيمة والنصر معا، إنني الآن على أرض الحب أنشأ مطارا على صدري ليكون مهبط رأس المحبوب، كي يحط عليه حين يعود بعد كل مغيب للشمس.

الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

كلمات متقاطعة

على ضاحية حلم، سكن قلبي كما تسكن الذئاب! أغمض عين والأخرى تتبع ظلال خيوط الليل، باحثة بتتبعها عن بشرى سارة تأتيها بخبر قرب بزوغ الشمس...

على قبة صخرة حطت الشمس ركابها، والقلم على حواف الورقة يقف عاجزا عن الحركة، عتمة في ظل الشروق الذي يدل على الوضوح، والأسطر المسّطرة على ظهر الورق تدل على الأستقامة، والسلامة عبارة لا يمكن فهمها دون أمارة (علامة).

شريان الحب يجري فيه الهوى عبر مضيق ضيق، يحاول بلوغ العقل بعد دفع القلب له ليستمر في الجريان قبل مجيئ الليل، السماء ملبدة بالغيوم، هذا ينبئ بليل بارد، شجن على الأرصفة يتمدد، غزل مبتور  يقعد على مقاعد انتظار الحافلة التي تودي به إلى الحظيرة (المنزل).

بيت باهت اللون، ورد منزوع العطر، حلم مطعون في الخاصرة، سنبلة على ارض صلدة، وغربة في وطن يعلو وجوه أصحابه غبرة تحت سماء عقمت من ان تسقط عليهم قطرة!

حنين على صفيح ساخن يُطهى، ودفء في الثلاجات المنزلية يُحفظ! أنين كبنيان عظيم خلفته لنا الحضارات السابقة، وزعيم كالعليم يدفع الركب للتهلكة بـ إسم الوطنية (اللا مرئية)، والقمر وحيد في ظلمة الليل لم يعد يعنيه أمرنا، 

ليل بارد خالي من الحياة، وقمر متبلد المشاعر شاحب الوجه، وصورة يابسة على الجدران تمثّل مسخ الطبيعة، وثمار تتساقط من صدر نخلة النرجيل على رأسي فتهشمني تهشيما كما لو أنها ترغب في أن تقول: ليس مرحّب بك هنا!

أن تعيش وحيداً تشاهد العالم في صالات السينما المفتوحة التي تُدعى بالحياة؛ خيرا لك من أن تشارك بدور الـ (كومبارس) حتى تملأ حيّز ضئيل جدا من الكاميرة واسعة الحدقة، كي يرضى عنك المُخرج ومن ثمة تنال بالتبعية رضى المنتج الذي يقود العمل من خلف الكواليس، ويكأنك لن تنال ارضاء الجمع الغفير (الجمهور) الذي يقف من حولك حتى تصبح ذاك البهلوان الأحمق الذي يتكسّب قوت يومه بسخرية المشاهدين منه! وكلما سخروا منه أكثر رضي عنه صاحب العمل!

عواء الصمت في أحضان الشتاء مخيف، وعتمة الدرج عند الصعود تجلب القلق، وعند النزول يصحبها الفزع، شجن على دروب الطرق المعوجة، وشجر منحوت عليه قلوب محترقة، مثقوبة بسهم كيوبيدي، يحمل أحرف مبتورة من عُقل أصابع يد أعياها طول السهر.

كلمات متقاطعة

لا يمكن جمعها لتكوين جملة مفيدة حتى تعيش مثلها، أن لا تفهم أنك تملك نصفها المبتور وان تكملتها مخبئة في صندوق صدرك، فأنت تعاني من راحة البلهاء التي تدهشني عندما اشاهدها على ملامح البعض ! 

إن الكلمات المتقاطعة تركب بعضها بعضا، لا يمكن فهمها بوجهٍ صحيح ما لم تربطها بجانبك المظلم.

 الحياة والموت = اليقظة والنوم، ولا يخلو منهما يوم، والأبتسامة والبكاء صفة حال تُرسم على ذات الشفاه في ذات الوجه، والذي كان مخرجهما واحد وهو القلب.

صدر الحلم أنت،  وكذلك واقعه، وأوله وأخره، أبحث عن كنوزك في داخلك، قبل أن تجردك الدنيا من ثروتك التي عجزت عن رؤيتها، أو التنقيب عنها، كي تبيت ليلتك على حراستها؛ فكيف ستدرك خسارتك وتبكيها وأنت تجهل ما كان مخبئ فيها!

الأحد، 1 أكتوبر 2017

أقفز

أن تولد انسان حالم؛ هذه ليست جريمة. أن تنثر الورود على سطح بحيرة، أن تركض تجاه قرص الشمس لحظة فتول عضلاته، ان تضع عنك اوزار كل يوم يرتحل مع الليل، أن تولد دون أن يكون لك يوم ميلاد واحد في العام، بل مع كل يومٍ يولد فيه نور الشمس على وطنك تولد معه. 


الشمس لا تموت لأنها مستمرة في الحركة، وأنت تموت لأنك حين تُهزم تسقط، هزيمتك لا تعني موتك، هزيمتك تعني من الرجل الذي ستكونه بعد سقوطك، وإلى اي الإتجاهات ستوجه شراع المركب لتتابع... 

هذا إذا لم يكن الموت إحدى رغباتك !

لأجل أن تعيش كالطائر. فعليك تعلّم أشياء؛ أولها: (الهجرة) عندما يسوء الطقس، هاجر دوما إن رغبت في البقاء على قيد السعادة. اجمع اغراضك  التي تستحق ان تتحمل عناء حمل ثقلها على كاهلك وانت تشحذ قواك لتسعى نحو الحب، لا اعني الحب المتعارف عليه عند أكثر الرجال؛ أول ما يُذكر يخطر على بال الرجل أنه = امرأة !

الحب هنا أن تُقبل على الحياة بوجهٍ طلق، أن تبتسم بعينين لامعتين نحو جهة تفضلها، وتقطع المسافات سعيًا إليها بقدمين متعبتين من طول المسير، إنه الهدف المغمور تحت الاتربة، والذي ينتظرك لتنفض عنه الغبار الكثيف الذي كاد أن يضللك حتى لا تصل إليه، وعندما يكون العجز عن ايجاده سبيلك سيكون البؤس حليفك، والموت أول بند ستكتبه في قائمة رغباتك إن تغلب عليك اليأس في العثور عليه.

لماذا لا تراقص كل شئ يمر من امامك كالفراشات؟ الحياة لا تستقيم لأحد، فلماذا تظن دوما أنها ستستقيم لك. لا تأخذ الحياة بجدية مفرطة كما لو كنت تسابق الريح ! كن فيها كالفنان في المتحف، شاهد وتعلم وأسأل وعِش أينما وجدت لنفسك موضع قدم؛ فأقصر طريق يمكن أن يبلّغك هدفك، هو أن تحب.

تعلّم ان تبوح بالحب اينما وقعت عينك على جمال هذا يعني أن ذائقتك تعمل بإنتظام، أنظر ترا وتعرف، تبصر فتعي كل حواسك ما في العالم من جمال، تحيا بما تمنحها من رؤيا، لا تكن بخيلا بما يكفي حتى تبخل عليها بمشاهدة كل ما هو جميل، ولا تكن جاحدا حتى تجبرها على تذوق الالم بإسم أن الحياة كلها = وجع.

ان تقفز  بطفولة  لاستعادة ايامك الخوالي المبهجة تعني أنك لازلت صديق حميم للبراءة، وروحك تأبى أن تتخلى عن تلك النكهة التي تضفي على نضوجك علامات وسامة.

ارتجل .. انتفض.. كن ما لم تكونه من قبل؛ وعِش.

********

الخميس، 28 سبتمبر 2017

دقت ساعة الحب ..

بين الحب والّلا حب خط فاصل إسمه الخوف، سور عظيم كالذي كان يشطر المانيا شطرين. فالحب مثل أن تنقل الحلم للواقع،  والَلا حب مثل أن تحيا لأجل المآكل والمشرب، وما دون الغذاء والكساء يُعدّ شيئًا ثانويًا يمكن التخلي عنه عند أول درج سُلّم الحياة ..

إلا الحُب .. يأبى أن يكون شيئًا عابراً يمكن تخطيه دون جُرح يميت صاحبه لو لم يؤدي له التحية العسكرية والخضوع المتنامي الَلا متناهي.

أن تحب تعني أن عالمك في طور التحول من اللونين الصامتين المتضادين المتنافرين (الأبيض والأسود) إلى ملون يسُّر الناظرين، تشاهد حياتك كما لو لم تعشها من قبل، وتنظر لذاتك كما لم تعرفها حتى أحببت.


أن تتذوق نكهة أنثى مخلصة لك في محبتها، تعني أنك ستخرج من نطاق ضيق حياتك التي = معيشتك وسلوكياتك مع من هم حولك في بيتك وعملك، ستُحدث فيك تغييرا كبيرا .. زلزالا عظيما يهدم ماضيك ويعيد تشكُلك من جديد.

أن تحب = لن تكون الرجل الذي يتذوق الطعام فيقول هذا حلو وهذا مُر، فذائقتك قد عُدِّلت، لن تذق نكهة حزن (بعد الحب) برغم ما يسقط عليك من مصائب حتى يفارقك الحبيب، عندها ستشعر بوحشية العالم، ويذهب عنك بيت القصيد الذي كان يربط جأشك؛ وتصبح من بعده مثل رجل في سكرات الموت يعاني أشد المعاناة عند خروج روحه، يتغيّر شيئًا فشيئًا حتى يصبح شيئًا لا يمكن تحمله، وهكذا يكون العالم  في عيني عند خروج الحب، من يعرف الحب يقبل به ويقاتل من أجل الحفاظ عليه بكل سبيل متاح له.

أن تحبك الأنثى هذا يعني أنها ستخرج خلسة كل ليلة من بيتها في صحبة قلبها كي تتجول بين السماء والأرض، تعانق القمر في الفضاء، وتهمس للنجوم كل على حِدة، تخبرهم واحداً واحد أنها على موعد مع الحب.

دقت ساعة الحب...

 ألقي بمخاوفك من نافذتك، ودع الحب يحركك، يقودك حيث أراد، عقلك يفتت كل شيء متماسك بداخلك لاجل ان يخلصك من السعادة بزعم الأمان، أنه  يعادل رئيس دكتاتور، يخوف شعبه بالفوضى إذا اتخذوا درب غير دربه ... قائلا: (الأمان مقابل السعادة).

إن العقل يفعل المستحيل  كي يقعدك، إن الذين يقدمون العقل يصلون متأخرين، مثل أن تفتح زجاجة كوكا ثم تغفل عنها لساعة وتعود إليها لينتهي مصيرها داخلك، فما أن تفرغها في فمك كي تمر من جوفك لأعماقك إلا وتشعر أنها فاترة، ذهبت قوتها يوم أن فتحتها وأنشغلت عنها بالفكر، لا تدع العقل سيدا عندما تنتوي أن تحب، أستحضر العقل فقط عند الغضب، وليس عند السعادة.

فالعقل من مفسدات الحب. 



الأحد، 24 سبتمبر 2017

الشوارع فارغة .. إلا منك

كل طريقٍ أخطو على ظهره بقدمين ثابتتين أراكِ فيه تقفين على جانبيِّ الطريق كالنخيل، مُرحبتا بخروجي من منزلي إلى أن أتيك بالخبر اليقين، فأنحت على جذوعك قلبي، وأفرغ ما بي فيك، وأخبرك إني ليك.

تهاتفك روحي، فيُسمع دبيب قلبي من بُعد كذا وكذا، يطوق إليك، وإني لمستبصرا بك، وكلي شوق للقياك...

أعاتبك حين تغيبين، فأجدك في منتصف الطريق تضعين حواجز تعوقني إلى حين، أهجوك شاكيًا مما أجد في نفسي من إحتلال تعدّى حدود تحملي، فتسبق شفتيك كلماتي تقبلني، كي أنعم بوجهٍ سعيد!

هاتفتك الليالي وهجرت أوراق الكتب! فأتاها الغبار مدّعيًا محبتها والإعتناء بها، مهاجرا الشوارع المزدحمة بالمارة ليقطن مكتبتي الفارغة مني بعد أن اطمئن قلبه أني إليها لن اعود !

قلبك مدينة لا تنام...

وعند عودتي للمنزل بعد خلو السماء من الشمس أعدّ قهوتي (السادة) وأذهب بها إلى مكتبي كي أكتبك، فما أن أقدِم على إحتساء أول رشفاتي من قهوتي إلا وأجد نكهتها حلوة في فمي، ويكأني صببتها من فمك.

شحذت همتي كي أقبض على القلم بمجامع يدي لأكتبك، ومع كل حرف اكتبه تقرع طبول القلب، واشعر اني غير قادر على استكمال الكتابة حتى تنتهي المعزوفة، اعني فنجان القهوة، إنني أعلم جيدا أن الرشفة الواحدة لها تتابع ينبغي أن أنتهي منها أولاً حتى أتابع.

ثمَّ وقعت عيني على الجريدة وانا غارق في إحتساء القهوة التي أطمح أن لا تنتهي، فإذا بالأخبار تتحدث عن اعصار وزلزال، فخرج فؤادي عن صمته قائلا... 

" وخالقي ليست امريكا أول من نزل بها اعصار مدمر، وليست المكسيك أخر من ترتج أسوارها من الزلزال، انما انا ايضا قد حلّت علىّ اشياء لا يمكن تحملها، انني اسقط في يديك كقطعة الحلوى في فم الطفل تتناقل بين اسنانه الصغيرة كرقصة على شاطئ بحر ثم تنصهر وتذوب حد التلاشي... فلماذا لا اجد الجرائد تهتم بأخباري ؟ ألست واحد من الناس!

فما ان انتهيت من قهوتي، وطويت الجريدة والقيت بها جانبا، وهممت لأستكمال ما كتبت إلا وحضر النعاس! وأين القهوة التي كنت اتكئ عليها؟ أذهبت مع الريح؟! أم تحللت سريعا كقطعة سكر في فمي؟!

والعجيب الذي كان من القهوة وعلمته حين أصبحت، أن مفعولها لم يكن لأجل إطالة سهرتي على الكرسي! بل لأجل أن يطول أمد نومي، لأن الحبيب أعد العدة منذ الرشفة الأولى كي يتسلل من بين جفون عيني ويأتيني خفية ليكمل سهرته بجانب جسدي النائم، بعد أن أزعجه قرع طبول قلبي، فأتى ملبيًا حاجًا من حول فراشي.

ومنذ تلك الليلة وقد باتت القهوة إكسير حياة، يوم كانت دواء ومرسال غرام، تحملني للحبيب كالسفن الطافية على الماء، ليُنزل على جوارحي السلام، ويعم الأمان سائر جسدى، والقُبل الحمراء لا تفارق وجهي، والنعيم المقيم يأسرني.

فكيف سيكون حالي إذن... لو كنت امامي في يقظتي ومنامي؟!

الأربعاء، 20 سبتمبر 2017

نسيان ... ولكن !

مشاعر جدارية تتصاعد شيئا فشيئا من على أكفف الحياة إلى وسادة متحجرة خالية من كل شيء ذو قيمة، تيقظني من أحلامي لتفتح أمامي بابًا نحاسيًا مصبوغًا بالحنين!

في داخله تلمست جدار.. صامت.. لا يستفيق من يتكئ عليه إلا على صوت الذكريات، أحلامه كعيدان الكبريت، وأمام بوابته صرح عظيم شيدته تراكم أفكار قاطنيه الذين سبقوني على مر العصور، بدأت خطواتي في اكتشافه بتؤدة، توقفت عند بعض معالمه التي اشبعت شيئا ضئيلا من جوع روحي للسعادة، ثم أكملت المسير حتى ترائى لي ان العودة باتت مستحيلة، والحلم هو الآخر بات حقيقة، ليست الحقيقة المتعارف عليها بين الناس بـ (الواقعية) المعاشة التي يمكن ان تتحرك عليها الأقدام أينما شائت وإن رافق مسيرتها بعض التحفظ إلى ان تتخذ لها فيها منزل أو طريق نحو ما تصبو إليه في بناء ما تود ان تكون عليه حياتهم، بل هو سجن ضيق يأبى أن يراني فيه نجما ساطعا سعيدا!


حلم يستأسد على واقعي، يرديه قتيلاً، يشفي غليله ويحني رأسي أمامه تعبدًا مقيتا وإذلالاً سقيما، غدر أعضائي لي يؤلمني كلما رأيتني أسير فيه دون ارادتي، ولا يسعفني عقلي في إتخاذ حيلة تنجيني من هذا السير المنتظم نحو الهاوية، والذي يشبه خطوات الجندي عندما يحتفي  بنفسه أمام القائد وخطواته السريعة وجسده الذي يشبه الخُشب المسنّدة. إن هذا الحال الذي يمثله الجندي أمام قائده يحدث معي أمام أحلامي التي يقودها قلبي تحت وطأة عاطفتي التي تمردت على عقلي فنالت أستقلالها، واصبحت سيدة نفسها، تفعل ما يحلو لها دون العودة لبقية الجسد، إنها باتت جائعة  للحرية أكثر فأكثر، على الرغم انها الآن تنالها بقدر لم تكن يوما لتتخيله، والعقل المسكين الذي كان يملك زمام الأمور بات في خبر كان.. كسيح!

إنني مبتور الأصابع بعد أن غادرتني عاطفتي، والبيانو لازال يشدو بأسمي كي آتيه، وما الذي يمكن أن افعله بعد إتياني إليه سوى المزيد من الأحباط والعجز! إن الساعة التي لا يمكن أن يحركها الزمن لا يمكن أقناع الناس بشرائها.

الأحلام والواقع مجتمعين في عيني، متناغمين على أختلاف مصادرهما وطباعهما، أراهما أيضا يلاحقاني في عينيّ أنثى لها نفس لونين العينين المختلفتين! ماضي ومستقبل بينهما حاضر  مبتور! مثلي تمامًا، إنه الحاضر الذي اسعى لإستكماله معها كي تجد صورتنا ذاتها بين الصور المعلقة على حائط الذكريات، ولكني وانا في طريقي معها أسعى نحو الكمال .. غرقت في قاعها، وتجمدت حواسي كلها، لم اعد اراني كائنا متحركا كالصورة التي كنت عليها من قبل! لم يعد يُسمع لي صوت بعد ان توقف اللسان عن الحركة، إن كل شيء بات ساكنا تماما، إلا شيئين إثنين .. معدومين ثالث يجاورهما الحركة، وهما: صوت دقات تُسمع من شق صدري الأيسر، وساعة على معصمي الأيمن، الأولي تضخ الدم، والثانية تدفع الزمن الذي يقف امامي كحجر عثرة. 

إن البوابة التي فُتحت لي تلك، النحاسية العتيقة التي تشبه بوابات الاحياء القديمة التي كنا نعلّق عليها رؤوس أعدائنا الذين كانوا يعدّون لنا المكائد يوم كنّا أمة تستحوذ على المجد كله، يوم كان الرجال عملة رائجة في ذاك الوقت! تلك البوابة التي لم اعد قادر على نبشها بأظافري، والتي تحجب عني نور الشمس، من تأبى ان تمنحني حريتي، كانثى متوحشة سادية ترفض أن ترحل دون أن تمتلك كل من عجز عن امتلاكه اسلافها. هي ذاتها صاحبة العينين المتوردتين في وجهي، هي اللعنة التي تأبى ان تفارقني، هي الشفرة الغير قابلة للفك! هي التي تجد في مسعاها يوم أن تخاذلت أمام نفسي حين سنحت لي فرصة الهروب ولم اهرب ظناً مني أن الحياة تنسي بعضها بعضا، فما يأتي يوم إلا ويمحي الآخر، إلا انها لا تُنسى. هي الأقدار التي يأبى خالقنا أن يغيرها، أو يتيح لنا فرصة التغيير بأنفسنا، إنها الخطى التي تكتب علينا شئنا أو أبينا، انها الخلود في الأسر من أول رمق في الحياة إلى الخاتمة، إنها الصرخة التي يفهمها كل كائن حي برغم انعدام اللغة المنقولة على اسطرها، إنها سَكرة الموت التي لا تحتاج لتفسير كي يفهمها المشاهد ويعي نتيجتها. إنها البرقية التي يرسلها المرسل فارغة لاهلها ليتفحصوها ويعلموا ما فيها وإن كانت خالية من الاحبار فليست خالية من العنوان الذي استطاع الساعي ان يأتي بها من دون أن يخطئ مقر أهلها. هي الخواء الذي نجده في بطون الطبول الفارغة، الجنون الذي يأبى أن يتخلى عن العقل في ساعات الهزل. الشجن المتراص على الارصفة بين اقدام الباعة المتجولين الذين يقدمونه للناس ثمنا للحياة، انه الشيء الذي لا شيء فيه... 

كالهواء نحيا به... لكننا لا نراه.

********

الأكثر قراءة

المشاركات الأخيرة

تصنيف المشاركات

Unordered List

Text Widget

SamerElSemary © Samer El-Semary