Menu

أضحك والعالم سيضحك معك؛ ابكي .. و سوف تبكي وحيدًا

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

صدري متكأ لـ ... رأسك

أنني عالق هناك كالصورة المعلقة على جدار منزل ليس فيه إلا غرفة واحدة، يشاهد كل حركة داخل الغرفة  كالكاميرا التي تتبع البطل في مشاهد حالمة سينمائية حارة، أشاهدك كما لو لم تشاهد عيني  كائنا حي يتحرك من قبل، كأني ولدتني أمي للتو، إلا  أنني لم أبكي كبقية الاطفال ! بل تتبعت عيني كي أستكشف بها المكان وأطالع وجوه من حضر ليستقبلني.

تنخفض حرارة الأرض عند مرورك، تتجمد الحياة، تنسكب عبرة من عين طائر، تواكب الأحداث المارة من أمام منقاره، كل شيء يفقد حياته عند مرورك؛ إلا أنا !

أعلم أن ليس للكائنات الحق في رؤيا ما أنت عليه من جمال مقيم فيك، أو ربما لأنك فتاة القمر لها خواص أخرى، يصعب على من هم بهيئة البشر وما شابهم على الأرض من كائنات رؤياك او التحدث معك!

لماذا أنا من تتبع عينيه خطاك دون أن أتجمد، من يرى دبيب قدميك والثلوج تنتشر من حولها كأنها خطت على الرمل ومن ثمة انتشر الغبار، الغبار ثلجي. 

أنني عالق هناك كالصورة المعلقة على جدار منزل ليس فيه إلا غرفة واحدة، يشاهد كل حركة داخل الغرفة  كالكاميرا التي تتبع البطل في مشاهد حالمة سينمائية حارة، أشاهدك كما لو لم تشاهد عيني  كائنا حي يتحرك من قبل، كأني ولدتني أمي للتو، إلا  أنني لم أبكي كبقية الاطفال ! بل تتبعت عيني كي أستكشف بها المكان وأطالع وجوه من حضر ليستقبلني.

لازلت أطالعك من طرفٍ خفي، لماذ تنتصبين قائمة كبناية منزل عند الوقوف ؟! ثم مع هبوب الريح تتمايليين كالنخيل ! أهو إذان منك بالسير نحو موطنٍ ما....،  هل رقصك المتمايل يمثل تعبير  ما ؟! أهي رقصة تعادل جملة مشفرة ؟ إنني عندما اراقبك أشعر بمدى سطحية عقلي، لماذا لا ادعك تستمتعين بكوكبنا من دون أن أضعك تحت الرصد، إن هذا اللعين القابع في صدري دوماً، والذي يُدعى بالقلب هو ما يأمرني بأن أتبعك بكل حواسي، إنه امبراطور البدن، وكل الأعضاء له خاضعة، حتى العقل يمتعض من أفعاله، بسبب سوء استخدام سلطاته، يثرثر المخ بإمتعاض حتى أني أشعر أنه سيقيم ثورة، ومن ثمة يحرر الأعضاء من هذه الأعمال الشاقة الموجهة خلف كائن ما يعظمه القلب، إلا أني لا أجد في نهاية المطاف سوى الخضوع التام !

الحب غالب، حتى وإن ظننت أني اُحكِم عليه الخناق، لا يمكن أن يبقى الحب خاضعا لي أبد العمر، إن الحب نشيط للغاية، دوما ما يبحث له عن مدد ليتمدد به، إنه محتل لا يشبع، حتى أنه أول ما يستنزف من موارد الجسد... سيده سلطان البدن (القلب)؛ إذ يدخل عليه من معبر  العين، أو الأذن، أو كلاهما معاً؛ فيرديه قتيلا بسهم التعلق حتى يظل العقل حائر من شدة ما يقع عليه من أفكار تهد الجبال العظام.

لا يمكن العودة للوراء الآن بعد أن أصابني سهمك، لا يمكن ان أستعيد حياتي المريحة، إنني شخص يكره المغامرة، يحب السلام ويركن إليه، إنني أحب الوداعة والهدوء والحالة الكلاسيكية التي أكتسبها من خلف كتاب، أو مقطوعة موسيقية، لم أعد الآن قادر على إستحلابها من جديد كي أتقوى بها على ضجيج العوالم المحيطة بي ! وأنت... السبب.

كل الطرق تؤدي بي إليك، أحلامي كلماتي تبسماتي وبكائي، إنني عالق بك كقلادة لا تفارق صدرك؛ حيث لا أجدني... أبحث عني فيك، الطيور نجوم السماء، وانتِ قمر قلبي، أينما أتجهت وجدتك تتبعني بعينين ثاقبتين.

دعوني اُخبركم أيها القراء بسر... إنني محتل الآن من قِبل متغطرسة حب، مجنونة ثائرة جهنمية كشهب تتطاير في السماء، لا يمكن أن أتخطى خط رسمته لي بـ الون الأحمر الداكن، أشعر أنه بلون دمائي التي ستسيل إن تخطيت غلافها الجوي المحاط بي من كل إتجاه. 

صدري اليوم أصبح مهبط رأسها، وعيني نافذتها، ونبضي إيقاع أعدته بأصابعها، معزوفة حية تعزف مكنوناتها على آلة قلبي المتحركة بإسمها، أنفاسي ربيع حياتها، أينما حطت قدميها في موضع ما كانت لي حياة هنالك، أتتبع أثارها كمدمن لا شفاء له سوى قبلاتها الحارة التي تعيدني لخانة الصفر، إلى يوم الخميس الذي ينتهي معه اسبوع ممتلئ بالمتاعب، ثم يبدأ الحب مع يوم الجمعة بعد كل قبلة، أنني مع الحب أشبه بأسطوانة دائرية أو عقرب لساعة يدور ويدور في ذات المكان يصحبه تيك تك توك حتى يبح صوتي من قول كفى توقف كف. 

عقلي يتلاشى تحت شعلة مشاعرها الجهنمية المتقدة؛ يتبخر وأنا اشاهد وأشاهد وأشاهد... وفقط ! خذلتني قواي تحت راية الحب، كل شيء يسقط تحت قدم الحب، انهرت وخارت قواي، مستسلما كـ أسير حرب أحترقت رايته، فنسج الحب له راية السلام والحرب معا، راية العقل والجنون معا، راية الضحك والبكاء معا، راية الهزيمة والنصر معا، إنني الآن على أرض الحب أنشأ مطارا على صدري ليكون مهبط رأس المحبوب، كي يحط عليه حين يعود بعد كل مغيب للشمس.

شارك:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر قراءة

المشاركات الأخيرة

تصنيف المشاركات

Unordered List

Text Widget

SamerElSemary © Samer El-Semary